عند أجراء تشخيص وتحليل لمستوى الكوليسترول فى الدم يمكن أن يكون لبعض الناس أمراً خطيراً ومخيفاً ليس فقط لقدرة تراكم الدهون وسد الشرايين ( الأوعية الدموية) ولكن أيضاً لأن أى شخص يمكن أن يحصل على ذلك دون شك وفى أى وقت من عمرة وحياتة , وبالرغم من الأعتقاد السائد بأن أرتفاع الكوليسترول فى الدم يسبب تصلب الشرايين ( تصلب وتضيق الأوعية الدموية) الناجمة عن تراكم لويحات الكوليسترول (الدهون) ليست أمراضاً التى تؤثر فقط على زيادة الوزن أو كبار السن وهذة شائعة للغاية بين عامة الناس مما يتطلب الفحص والرعاية الذاتية والأنتباه الى هذة المفاهيم الخاطئة التى قد تدمر الصحة العامة :-

المفهوم الخاطئ الأول… أشعر بأرتفاع الكولسترول فى الدم…هذة واحدة من أكبر المفاهيم الخاطئة حول أرتفاع الكولسرول فى الدم حيث معظم من الناس الذين يعانون من أرتفاع الكوليسترول فى لدم لديهم لايشعرون ولا تظهرالأعراض ولا علامات عليهم الأ بعد ما تسبب الحالة مضاعفات كالنوبة القلبية أو الصدمة القلبية , وفى حالات نادرة تسبب ظهور تجمعات وحبوب دهنية على مساحات متفرقة من الجلد وخاصة فى الوجه وتحت العينيين وعادة ما يكون ذلك على مستويات الكوليسترول عالية , وكلما تقدم التصلب فى الشرايين وتراكم الدهون والكوليسترول فى الأوعية الدموية كلما قل تدفق الدم الخلايا والأعضاء الحيوية مما قد يعانى المصاب بأعراض مثل التعب وضعف العضلات والتعرق , والتصلب الحاد فى الأوعية الدموية قد يسبب ألم فى الصدر والساقين أثناء المشى مع أحتمال أضرار الكلى والنوبة القلبية أو السكتة الدماغية , ومن الناحية المثالية معرفة التقاط مستوى الكوليسترول العالى الكثافة فى وقت مبكر من العمر وتجنب المضاعفات تماماً فى الحياة , والطريقة الوحيدة المؤكدة لمعرفة ما أذا كان مستوى الكوليسترول فى الدم عالياً عند أجراء تحاليل الدم الخاص بالكوليسترول حيث يوصى العلماء أجراء فحص الدم الخاص بالكوليسترول على الأقل كل (5) سنوات ( توصية مركز الأمراض والتحكم والوقاية – الولايات المتحدة الأمريكية) .

*المفهوم الخاطئ الثانى … كل الكوليسترول ضار بالصحة…الكوليسترول بحد ذاتة ليس ضاراَ على الصحة , وفى الحقيقة الكوليسترول ضرورى جداً لجسم الأنسان لأنتاج حمض الصفراء وفيتامين (د) والهرمونات من أجل نقل الكوليسترول من خلال الأوعية الدموية , والجسم يستخدم بروتينات خاصة وتسمى البروتين الدهنى , ويسمى الأول البروتين الدهنى منخفض الكثافة(       ) والثانى يسمى البروتين الدهنى عالى الكثافة (     ) وكلتا النوعين يؤثران على الصحة بشكل مختلف عن أخر, ويعرف (     ) بالكوليسترول الضار حيث يحمل الكوليسترول من الكبد الى خلايا الجسم ويسمى بالكوليسترول (الضار) ويكون مستوى الدهون فية عالياً ويتراكم فى مجرى الدم مسبباً خطورة شديدة للأصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية , ويعرف الكوليسترول ( المفيد) حيث يكون مستوى الدهون فية منخفضاً لا يتسب على الجدار الداخلية للشرايين , ويأخذ الكوليسترول الى الكبد , ويساعد الكبد فى ازالة الكوليسترول من الجسم , لذا يقلل من خطورة ومشاكل القلب والأوعية الدموية , وعندما يطلب خفض مستوى الكوليسترول يعنى مستوى الكوليسترول الضار (   ) , وعموماً الكوليسترول ليس ضاراً فى كل الأحوال ولكن نمط حياتنا ومعيشتنا والأفراط فى تناول الأطعمة والعادات السيئة جعلت من الكوليسترول مشكلة صحية للأنسان , وأجسامنا لم تكن مصممة للعيش فى بيئة حيث كان الطعام بزيادة , وعندما يرتفع مستوى الكوليسترول وزائداً عن حاجة الجسم سوف تودع فى الجسم وغالباً فى الأوعية الدموية ( الشرايين) وخاصة عندما يكون من النوع الضار ( ) بالنسبة لأجسامنا .

* المفهوم الخاطئ الثالث … لا تقلق من الكوليسترول ان كنت من فئة الشباب والذين لديهم لياقة… هذا المفهوم خاطئ حيث أن فقط كبار السن أو الذين يعانون من زيادة الوزن يصابون بأرتفاع الكوليسترول فى الدم وعليهم أن يكونون قلقين , وفى حين أن من الصحيح أن السمنة والعمرمن عوامل الخطورة و يمكن لأى شخص أن يكون لدية أرتفاع فى مستوى الكوليسترول فى الدم بما فى ذلك الشباب البالغين الأصحاء وحتى الأطفال , ولهذا السبب توصى جمعية القلب الأمريكى على الجميع التأكد من مستوى الكوليسترول فى الدم على الأقل مرة كل (5) سنوات حتى الشباب والذين بدون تاريخ مرضى للقلب والمدخنين ومرضى السكر وكبار السن والذين يعانون من مشاكل الغدة الدرقية وأمراض القلب أو السكتة القلبية عليهم تكرار أجراء فحص الكوليسترول كل عام, وحتى الذين  عندهم تاريخ عائلى من أرتفاع الكوليسترول وذلك لأحتمال العامل الوراثى ومن الأفضل الأنتباة لنمط الحياة الصحية وتجنب العادات السيئة والأقلاع عن التدخين والكحول والتعود على النظام الغذائى الصحى والنوم الكافى ومزاولة الحركة (الرياضة) اليومية , والاطباء قادرون على التوجية والأرشاد والعلاج وضمان العودة بمستويات الكوليسترول الى المعدلات الطبيعية فى الجسم , وبعض المرضى سوف يتطلب الجمع بين الأدوية وتغير نمط الحياة وآخرين مطلوب منهم انقاض الوزن والدهون(السمنة) وتناول الغذاء الصحى وتجنب العادات الضارة كالتدخين والأفراط الغذائى والقيام بمزاولة الرياضة اليومية الخفيفة للحفاظ على المستوى الطبيعى للكوليسترول فى الجسم.

* المفهوم الخاطئ الرابع …الكوليسترول تيطور ولا يمكن القيام بأى شئ… الحمد لله حيث مستويات الكوليسترول فى الدم فى الوقت الحاضر أسهل فى أدارتة وعلاجة من أى وقت مضى حيث اصبح العلماء والأطباء والأبحاث العلمية تزودنا كثير من المعارف والحقائق عن أسباب أرتفاع الكوليسترول فى الدم , والمتخصصين والأطباء قادرين فى الوقت الحاضر تزويدنا بالتوجيهات والأرشادات والعلاج والأدوية التى تجعل رجوع الكوليسترول الى حالتة الطبيعية فى الجسم .

* المفهوم الخاطئ الخامس…المعدلات الصحية للكوليسترول واحدة للجميع … قد يوصى الأطباء علاجات مختلفة للأشخاص الذين يعانون من نفس مستويات الكوليسترول , ولكن لماذا الأطباء يوصون علاجين مختلفين لأشخاص لنفس مستوى الكوليسترول فى الدم لديهم , لان هناك عوامل أخرى بينهم مثل العمر ومستوى السكر وحالة ضغط الدم والحالة الصحية وجميعها لها تأثير على مستوى الكوليسترول حيث للشخص الصحى يكون قياس مستوى الكوليسترول الكلى أقل من(200) مليجرام / دل  ولمستوى الكوليسترول الضار (   ) أقل من (100) ملجرام / دل ويكون مستوى الكوليسترول فى الدم طبيعياً.

* المفهوم الخاطئ السادس… تناول الأطعمة عالية فى الكوليسترول يسبب أرتفاع مستوى الكوليسيرول فى الدم… الكوليسترول موجود بشكل طبيعى فى الأغذية المشتقة من الحيوانات مثل اللحوم والألبان والأجبان والبيض والسمك , ولسنوات وحتى الآن الأطباء والمتخصصين يقولون توقفوا عن أكل البيض وغيرها من الأطعمة الغنية بالكوليسترول , ولكن الأبحاث الحديثة اثبتت أخيراً أن تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول لا ترتبط بالضرورة مع أرتفاعة فى الدم , وينصح العلماء بعدم الأفراط بالأطعمة التى تحتوى على الكوليسترول وهذا لا يضر ولا يرفع الكوليسترول فى الدم , وفى الحقيقة نحن شوهنا صورة وسمعة البيض بأنها تحوى على الكوليسترول الضار والمسبب لأمراض القلب والأوعية الدموية ألآ أن بالواقع البيض تحتوى أيضاً على الكوليسترول المفيد وكثير من المغذيات النافعة للصحة , ولهذة الأسباب يوصى كثير من خبراء الصحة والتغذية على كل واحد تناول (1-2) فى اليوم , وتؤكد دراسة حديثة الى أن هناك خلاف موجود بين المختصيين فى التغذية فى كثير من الأطعمة والدهون الحيوانية ألآ أن أضافة الألياف الغذائية عليها وتقليل مقدار تناول الأغذية المصنعة واللحوم الدهنية ما يحد من خطورتها , وأخيرا … هناك دلائل مقنعة على أن الناس الذين يمارسون الرياضة اليومية بأنتظام ليست من المرجح أن يكون لديهم كوليسترول فى الدم مرتفعاً وخاصة بعد تناول الأطعمة التى تحتوى على الكوليسترول مع تلك التى نمط الحياة لديهم مستقرة وحتى مزاولة الرياضة فى تركيبة مع النظام الغذائى اليومى الخاص قد يكون عاملاً آخراً.

د. مصطفى جوهر حيات

Total Page Visits: 1318 - Today Page Visits: 1

Comments are disabled.