بتاريخ 6 يونيو 2021

يحاول التلميذ بالفصل متل
اللاعب بالملعب لفهم وتفسير السبب او الاسباب لنجاحه او لفشله بالاداء الذي حققه.

ويسعي اللاعب والمدرب حتماً لفهم نتيجة اداءه بالمواقف التنافسيه واثناء المواقف التدريبيه المختلفه. ومن خلال محاوله تفسير سبب او اسباب الاداء الجيد او السي يتولد ادراك خاص يسمي بالمشاعر/الانفعالات الايجابيه اوالسلبيهpositive and negative emotion والتي تؤثر علي سلوكنا بالايجاب اوبالسلب، كالفرح او الحزن، كالرضا او الاحباط…وعلي ذلك هذه التأثيرات الإيجابية والسلبية تتوقف علي”اسلوب ادراك وتفسير” سبب الاداء الجيد او الغير جيد او للفوز او الهزيمه. وعليه يقدم علم النفس الايجابي في المجال الرياضي فهما لطريقة تفكيرنا كرياضيين او كمدربين حتى يساعدنا علي بلورة وتحسين تصرفاتنا بشكل افضل من خلال نظريه تسمي “اسلوب التفسير explanatory/attributional style” (راجع مراجع الكاتب). وبدون التطرق للجوانب النظريه فان تفسيرنا للاحداث (الالفاظ/الاقوال او الافعال) يشير الي عدد من العوامل والتي نستعرض منها الان فقط عاملين وهما. 1) عامل (الثبات او عدم الثبات) vs instability vs stabilityبمعني انه موقف يتكرر مرتبط او غير مرتبط بما هو شخصي أو ذاتي. 2) عامل الشموليه vs specific general y (موقف عام او موقف خاص) بمعني ان فهم وتفسير الموقف يمكن ان يتكرر بجميع المواقف الاخرى المشابهة سواء كانت في المنافسات المختلفه او في اثناء الفترات التدريبيه و ربما تكرر خارج المجال الرياضي في المدرسه اوفي الجامعه مثلاً. باختصار ان يكون التفسير عام متكرر بمواقف مختلفه (عام/شامل) ام تفسير خاص فقط بموقف محدد. وبهدف التبسيط للنظرية، ناخذ مثالا اجتماعياً تفاعليا متكررا بعدد من الانشطه الرياضيه في اعتداء أحد المنافسين لفظياً او بدنيا على الاخر، وبالتالي يمكن للاعب المعتدي عليه تفسير هذا الموقف بانه ناتج عن سلوك عابر من الشخص المعتدي وغير مقصود او غير موجه لشخصه (غيرثابت وخاص instable and specific) وقد لايتكرر. وهنا يستشعر الشخص المعتدى عليه بحالة من التفسيرات غير السلبية او غير العدائية وهذه الحالة نسميها “تفسير تفاؤلي” وتعطي حججا تخفيفية للمعتدي بشكل أن المعتدى عليه في هذه الحالة لديه استعداد لتقبل الاعتذار اذا حصل . هذه النفحة الإيجابية في تفسير الاعتداء والتخفيف من قيمته المعنوية يعطي شعورا بالراحة والتصالح مع الذات من قبل المعتدى عليه. وبالمقابل اذا فسر اللاعب المعتدي عليه تصرف هذا المنافس بانه تعمد الاساءه له لفظا او سلوكاً مع سابق اصرار وان هذا الاعتداء قد يتكرر من اللاعب المعتدي (اي انه ثابت stable وعام general) اذن فان طريقه التفكير والتفسير تميل للانفعال السلبي التشاؤمي والذي قد يتجه للعدوانيه اللفظيه او البدنيه ويصبح سلوكاً مزعجاً وغير صحيًا لكلا الطرفين. كما يمكن ذكر عشرات الامثله لاسلوب التفسير للاحداث مع الاخذ في الاعتبار نوع النشاط الرياضي ومستوي وطبيعة المنافسه وكذلك مستوي اللاعبين.
باختصار من خلال هذين العاملين الذين تم التطرق لهما فان اختلاف طريقه فهمنا وتفسيرنا للموقف (كرياضيين او كمدربين) يختلف معه طريقه ونوع انفعالنا positive or negative affect(الإيجابي أو السلبي) من خلال أسلوب تفسيرنا/ تفكيرنا الإيجابي (التفاولي)أو السلبي(التشاومي) وينتج عن ذلك رد فعلنا السلوكي ربما بالاعتداء باشكاله او ربما يصل الي التسامح والعفو..
كما قدم الباحثون عدد من البرامج والتدخلات العلمية اسهاما اخر عبر “التعديل re-attribution ” لطريقة فهمنا وتفسيرنا للموقف وذلك باستخدام عدد من البرامج التدخليه interventions المختلفه لنكون اكثر تفاؤلا بفهمنا وبتفسيرنا لما يحدث لنا وحولنا.. ( للمزيد راجع مرعي سلامه يونس 2021 علم النفس الايجابي في المجال الرياضي، مركز الكتاب للنشر).

أ.د. مرعي سلامة يونس – استاذ علم النفس الرياضي، جامعة حلوان

Comments are disabled.