بتاريخ 17 يوليو 2021

إن استضافة الأحداث الرياضية الكبرى مثل البطولات العالمية أو القارية أو الألعاب الأوليمبية هي أحد الخيارات الهامة لتقديم الأنشطة الرياضية، والتي يمكن أن تحدث تغيرات كثيرة في البلد الفائز بحق الاستضافة. ومن اللحظة التي تسعى فيها القيادة السياسية للحصول على حق الاستضافة وحتى لحظة اعلان النتيجة هناك العديد من الفرص للاستفادة من الحدث لتحقيق العديد من الأهداف طويلة المدى والتي تعود بالنفع على البلد المضيف. فالأحداث الرياضية الكبرى هي أحداث رياضية استثنائية ذات نطاق دولي يتم استضافتها في (دول – مدن) معينة وفقاً لمجموعة من المعايير. ويتم منحها عادة من خلال تقديم عروض للاتحاد المعنى بالتنظيم (الاتحاد الدولي – القاري) والذي يفرض على هذه الدول توفير تسهيلات إلزامية وبنية تحتية حضرية تتمثل في (المرافق الرياضية، النقل ، الاتصالات ، الدعم الصحي ، الكهرباء ، خدمات المياه) وبالتالي تتطلب استثمارات طويلة الأجل، كما أنها تلعب دوراً رئيسياً في اضفاء الطابع المهني على الرياضة ونشر الثقافة الرياضية. وتعتبر أحداثاً ثقافية واسعة النطاق، لها طابع دراماتيكي ، تحظى بجاذبية شعبية كبيرة، وأهمية دولية.

ولعل الوطن العربي خلال الخمس سنوات الأخيرة قد حقق العديد من الانتصارات في الفوز بحق استضافة العديد من البطولات العالمية والدولية والقارية والتي لفتت انتباه دول العالم وأكدت على القدرة التنظيمية عالية الجودة لدول الوطن العربي لتكون قبلة حقيقية للعديد من المسابقات في الرياضات الفردية أو الألعاب الجماعية.

اتضح ذلك من خلال اهتمام الدول بالتأثيرات الإيجابية الاجتماعية لاستضافة تلك الأحداث الرياضية، وذلك من خلال: تأثير وسائل الإعلام واظهار الصورة الجيدة للإستضافة، تعرف الرياضيين الأجانب للواقع الحقيقي للدولة المضيفة، تقدير الدولة لذاتها في استضافة الحدث، وتقدير السكان، توطيد العلاقات الاجتماعية مع الزائرين، تبادل المعرفة ليس فقط على المستوى الخارجي وانما أيضاً على المستوى الداخلي، أيضاً توطيد العلاقات بين المتطوعين والمشاركين والمشاهدين. والأحداث الرياضية تعتبر محوراً رئيسياً للدبلوماسية الرياضية وذلك لأنها مجالاً هاماً من مجالات الثقافات العامة الدولية والتي تصنف بأنها (فوق) السياسة. حيث أن الرياضة تستخدم من قبل الحكومات للعمل على خدمة الدبلوماسية العامة، واختراق الحواجز الرسمية وتأكيد مفهوم “القوة الناعمة” من خلال الرياضة. وترتبط “القوة الناعمة” باستراتيجيات الدولة للدبلوماسية العامة وإدارة الصورة الخاصة بها وتلتزم بها. بالإضافة إلى الاستراتيجيات الأخرى لتحسين مكانتها الدولية. واستضافة الأحداث الرياضية تعتبر جزءاً من استراتيجية “القوة الناعمة” من قبل الدول لتقديم مساهمة كبيرة في عملية تعزيز الصورة، وتحديد ملامح الدولة عالمياً و جذب السائحين ، وزيادة التجارة ، والشعور المتنامي بالكرامة الوطنية ،والبحث عن الشعور بالرضا الذي يصاحب الأحداث الرياضية الكبرى.

وحتى تتحقق الاستفادة الكاملة من استضافة الأحداث الرياضية يجب علينا مراعاة الآتي:

  • التنسيق مع وزارة الثقافة بالدولة المضيفة لإعداد يوم ترويحي ثقافي لجمهور الفرق المشاركة في البطولة.
  • اعداد برامج تعريفية بالمشروعات القومية الجديدة في الدولة المضيفة لعرضها على جمهور الزائرين خلال فعاليات البطولة.
  • تكليف كل مدينة من المدن المستضيفة للحدث من أعداد يوم ترويحي رياضي واستغلال الأمكانات البيئية للترويج الأمثل سياحياً.
  • ضرورة اهتمام متخصصي التسويق الرياضي والسياحة الرياضية ببحث سبل جذب السائحين لتكرار الزيارة إلى الدولة المضيفة.
  • الاهتمام بالبرامج الترويحية المصاحبة للأحداث الرياضية، لما لها من تأثير في ذهن السائح والمشاهد للفعاليات وربطه بالمكان.
  • اعداد برامج تنمية لقدرات المتطوعين في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، وتعزيز التفاعلات الاجتماعية بينهم.
  • تبنى الدولة المضيفة لاستراتيجيات وسياسات لتطوير سياحة الأحداث الرياضية.
  • اعداد دراسات أكاديمية لقياس مدى رضا الزائرين عن تنظيم الحدث، والتعرف على النقاط الايجابية والسلبية للتنظيم.
  • مراعاة أبعاد التنمية المستدامة للمنشآت الرياضية وما ستتركه الأحداث الرياضية للمجتمع بعد انتهائها (الإرث الرياضي).

د.محمد زرومبه

Total Page Visits: 890 - Today Page Visits: 2

Comments are disabled.