بتاريخ 29 يونيو 2021
للروابط الاجتماعية أهمية قصوى في حياتنا فهي بمثابة الدرع الواقي من الياس و الاستسلام و الذي بمنحنا القدرة على التأقلم و التوازن و مواصلة الحياة و في حالة انهيار او تفكك هذه الروابط نكون عرضة لعدم الاستقرار و الفشل .
المساندة الاجتماعية لغويا : يشير مصطلح المساندة في قاموس المنجد في اللغة العربية الى الدعم و التأييد .
اما اصطلاحا: تعرف المساندة الاجتماعية ’’بانها ادراك الفرد لوجود اشخاص مقربُين يثق فيهم ، ويهتمون به في اوقات الازمات ويمدونه بأنماط المساندة المتعددة سواء في صورة عطف او في صورة تقدير او احترام او في صورة مساعدة مادية ، او في صورة علاقات حميمية مع الاخرين او كلهم معا .
بانها تصور الفرد بانه محبوب و مقبول و موضع تقدير و انو ينتمي على شبكة اجتماعية توفر لأعضائها التزامات متبادلة بهذه المجالات الثلاثة توفر للفرد انواعا مختلفة من الدعم العاطفي ودعم التقدير و الدعم من المجتمع على التوالي ، من هذه التعريفات نستنتج ان المساندة الاجتماعية مصدر امن و طمأنينة للإنسان و لا يمكن العيش في وسط خال من المساندة الاجتماعية.
أنواع المساندة الاجتماعية :
للمساندة الاجتماعية اشكال و انواع عديدة تساهم في تخفيف احداث الحياة الضاغطة ، و يتفق عدد الباحثون على ان المساندة هي مركب متعدد الابعاد:
- المساندة الانفعالية:
تعود المساندة الانفعالية على المستفيد منها الى الشعور بالحماية و الامن و الحب خاصة في الاوقات الصعبة مثل حالات فقدان نقاط مهمة للوصول الى قمة التسلسل في البطولة او خسارة مبارة حساسة امام فريق يقل بكثير عن قدرات وقابلية الفريق الذي خسر .
- المساندة الادائية :
وتشمل على المساندة التي يتلقاها اللاعب ، او يتوقع ان يتلقاها من ادارة النادي او المدرب او زملائه في الفريق وحتى في بعض الاحيان من الجمهور الرياضي او الصحافة والاعلام ، من خلال اختياره لتمثيل الفريق الاول او الانتقال الى نادي اخر يتناسب مع امكانيته و كذلك مساعدته بالمال .
- المساندة بالمعلومات :
وتنطوي على المساندة من الاخرين من خلال النصائح و المعلومات الجديدة و المفيدة او تعليمه مهارات تؤدي إلى حل مشكلة او موقف ضاغط خلال التدريب والمنافسة .
- مساندة الاصدقاء :
وتنطوي على ما يمكن ان يقدمه الاصدقاء لبعضهم البعض وقت الشدة من خارج النادي او الفريق الرياضي .
أساليب التدعيم :
وتعد المساندة الاجتماعية من مصادر الدعم النفسي ان كانت في الاتجاه السلبي أم الايجابي
1-التدعيم الإيجابي : وهو يتمثل في أي مثير أو ظرف يؤدي وجوده إلى زيادة قوة الاستجابة أو تدعيمها .
2 -االتدعيم السلبي : يتمثل في أي مثير أو ظرف يؤدي توقف تقديمه أو استبعاده إلى زيادة أو تدعيم قوة الاستجابة. ويحدث التعزيز السالب بصورة نموذجية عند وقف تقديم أو استبعاد مثير منفر، والمثير المنفر عبارة عن مثير أو حدث غير مرغوب فيه أو مؤذي (ضار) بالنسبة للكائن الحي.
3- التدعيم الثابت : يعزز المتعلم بعد عدد من الاستجابات ، ويظل هذا النظام ثابتاً في هذا النوع من الدراسة .
- التدعيم المتقطع: في هذا النظام لا يقدم المعزز بعد عدد معين الاستجابات، وإنما يقدم بعد كل عدد مختلف من الاستجابات في ظروف مختلفة، فمثلاً يقدم المعزز بعد كل سبع استجابات وبعد فترة يقدم بعد كل ثلاث استجابات، وبعد فترة أخرى بعد كل عشر استجابات يصدرها المتعلم وهكذا .
مصادر المساندة الاجتماعية
وتأتي المساندة الاجتماعية من مصدرين رئيسين هما :
1_ الأسرة التي تقلل من تأثير عدم القناعة بالعمل و تساعد على التكيف مع طبيعته ويتم
عن طريقها تعزيز مصادر الاقتناع الأخرى من خلال الانجازات التي يسهم بها الفرد
خارج موقف العمل وهذه يمكن أن تعوض المشاعر السالبة التي يشعر بها الفرد في عمله
و تعزز احترام الذات لديه و القبول و الشعور بالقيمة .
2_ العمل الذي يقلل من تأثير الضغوط النفسية إذ إن التماسك في جماعة العمل و ارتفاع
درجة التفاعل الايجابي و المودة بين العاملات و بين القيادة يؤدي إلى انخفاض تأثير الضغوط عليهن و إلى التمتع بالصحة النفسية السليمة
( seersetal 1983;752 , )
ومثال للمساندة الاجتماعية يلجأ خط الهجوم في الفريق الى ان يرجع الكرة للخلف الى خطوط الوسط ومن ثم الدفاع فيبدأ الفريق المنافس بالهجوم للاستحواذ على الكرة وهنا يبدأ خط الدفاع بمساندة خط الوسط والهجوم لغرض بدء هجمة مباغتة وسريعة .
وظائف المساندة الاجتماعية :
يشير هوس إلى وظيفتين مهمتين للمساندة في التدخل بين الأحداث الضاغطة والصحة, النفسية ويمكن إجمال ذلك في نقطتين وهما :
النقطة الأولى : يمكن للمساندة أن تتدخل بين الحدث الضاغط (أن توقع هذا الحدث ) وبين رد فعل الضغط حيث تقوم بتخفيف منع استجابة تقدير الضغط بمعنى أن إدراك الشخص أن الآخرين يمكنهم أن يقوموا له الموارد والإمكانات اللازمة قد يجعله يعيد تقدير إمكانية وجود ضرر نتيجة الموقف ومن ثم فان الفرد لا يقدر الموقف على انه شديد الضغط.
النقطة الثانية : فان المساندة المناسبة قد تتدخل بين خبرة الضغط وظهور حالة مرضية عن طريق تقليل أو استبعاد رد فعل الضغط وبالتأثير المباشر على العمليات الفيزيولوجية قد تزيل المساندة الأثر المترتب على تقدير الضغط عن طريق تقديم حل المشكلة وذلك بالتخفيف أو التهوين من الأهمية التي يدركها الشخص لهذه المشكلة حيث يحدد كبح الهرمونات العصبية بحيث يصبح الشخص اقل استجابة للضغط المدرك أو عن طريق تيسير السلوكيات الصحية .
المعايير التي تشجع على المساندة الاجتماعية :
معيار التبادلية : وهو أن ترد المساعدة التي يقدمها لنا الزملاء في الفريق حيث اننا نساعدهم عادة اما لانهم قدموا لنا المساعدة من قبل او اننا نتوقع منهم المساعدة في المستقبل .
معيار توزيع الموارد: يعتمد هذا المعيار على كيفية توزيع الموارد على اعضاء الفريق الرياضي الذي حقق بطولة ما ، وهذا المعيار يرتبط به بعض المعايير كالمساواة التي توجهنا نحو توزيع المكافاة والتعزيزات على الناس بعدل .
معيار المسؤولية الاجتماعية : يفرض علينا هذا المعيار ان نساعد من لا يستطيعون مساعدة انفسهم كاهتمام الجمهور باللاعبين الموهوبين الذين يعتمدون عليهم ويمكن ان تطبق بصورة اكبر واوسع على ادارة النادي الرياضي على انهم يملكون القدرة على العناية بأنفسهم .
أ.د. عبدالودود احمد الزبيدي – جامعة تكريت