بتاريخ 1 يوليو 2021

إذا أردنا أن نصلح الأجهزة الإدارية الرياضية من مجالس إدارات للأندية ومراكز الشباب والاتحادات والمناطق الرياضية ووزارة الشباب ومديريات وإدارات الشباب والرياضة فلابد من القضاء على المشكلات والمعوقات آلتي تعترض مسيرة التنمية الإدارية في المجال الرياضي وبذلك تصبح قضية التنمية الإدارية هي قضية الحاضر والمستقبل وتصبح الإدارة الرياضية هي المشكلة.. وهى الحل.

تعد المشكلات والأمراض الوظيفية آلتي تصيب كاهل الجهاز الإداري الذي يتولى إدارة الرياضة على كافة المستويات بدء من وزارة الشباب حتى أصغر مركز للشباب معوقاً خطيراً للتقدم الرياضي وهذه الأمراض الوظيفية تتمثل في النفاق الإداري والتخلف الإداري والبيروقراطية الإدارية والانحراف الإداري والفساد الإدارى  ولقد انتشرت ظاهرة النفاق الاداري في المجال الرياضي واصبحت وسيلة لتولي المناصب وتحقيق المصالح وبدانا كثيراً ما نسمع اليوم في دنيا الإدارة عن ما يسمى بظاهرة النفاق الإداري وما يصحب هذه الظاهرة من “شلل الأصدقاء” أو “جماعات الضغط” أو “جماعات المنتفعين” وتعتبر ظاهرة النفاق الإداري من أخطر الأمراض العصرية آلتي تصيب الأجهزة الإدارية فتجعلها كسيحة عن النهوض بمسئولياتها وأعبائها. ويقصد بالنفاق الإداري أن يظهر الإنسان قولا آو فعلا  خلاف ما يبطن ما بداخله آو يقصده و يرغب في فعله آو قوله.والنفاق انوعان: النفاق بالقول فيتمثل في كلمات المديح والإطراء، واستحسان كل تصرفات الرئيس دون وزنها وتقييمها لتأييد الصالح منها ومحاولة منع الفاسد منها و أما النفاق بالفعل  القيام بالأعمال والتصرفات المؤيدة والمؤكدة لمواقف الرئيس وإن كانت خاطئة غير مقنعة دون مراجعة أو دراسة.وتتمثل ظاهرة النفاق الإداري في أن ينبري جماعة من المرؤوسين ضعاف النفوس بالظهور أمام القيادات أو الرؤساء بمظهر الأمناء المخلصين الغيورين على مصلحة العمل والنهوض بمستواه. فإذا ما اتخذ القائد أو الرئيس قراراً يمس حياة التنظيم، أو تطبيق مبدأ معين في مجال الإدارة، أو اتباع سياسة جديدة في التنظيم تخالف سياسة الرئيس السابق، تطوع هؤلاء المرؤوسين بوصف القرار بالرشد والكمال، وأن المبدأ الذي اختاره الرئيس هو الصواب، وأن السياسة الجديدة للمدير الحالي هي أفضل سياسة اتبعت في عالم الإدارة، رغم إيمان المرؤوسين بأن القرار المتخذ أو المبدأ المطبق والسياسة المقترحة من جانب المدير ليست في الصالح العام. وإذا ما أصاب الهيئة تخبط في السياسة و تعثر في المسيرة نتيجة لقرارات المدير وما اتبعه من سياسات، سارع المنافقين مبررين ما حدث بسبب آخر كعدم إخلاص من دونهم من المرؤوسين في العمل. هكذا تؤدى ظاهرة النفاق إلى إحاطة الرؤساء بهالة من التضليل تعمى بصيرتهم عن صالح التنظيم عما هو خير ومفيد للصالح العام.وقد انتشر النفاق الإداري في الآونة الأخيرة بصورة مؤسفة، حتى أصبح ظاهرة عادية لا تثير السخط أو الاستهجان لدى أكثر العاملين، فترى أغلب المقربين من الرئيس يزينون له سوء عمله، ويؤيدونه بالحق أو بالباطل في كل ما يصدر عنه من قرارات بصرف النظر عن الصواب وتحرى المصلحة العامة.

ويحدث النفاق في الإدارة على جميع مستوياتها من المرؤوسين لرؤسائهم وإن كان ينتشر بصورة أكبر بالنسبة للرئيس الأعلى نظراً لسلطاته الكبيرة، فنجد أن جميع العاملين بالهيئة من أصغرهم إلى أكبرهم- كل في حدود إمكانياته- يحاولون إرضائه والثناء على تصرفاته، إلا أنه يلاحظ أن فرصة الاتصال به لا تتاح في العادة إلا لكبار العاملين وشاغلي الدرجات العليا الذين يمكن أن نطلق عليهم- بطانة الرئيس أو حاشيته.ويحدث النفاق عند اتخاذ قرارات معينة حيث يقوم العاملين بتأييد القرارات آلتي توافق رغبة المدير، أو عند انتظار الترقيات والعلاوات أو في بعض المناسبات أو بدون مناسبة من جانب من تعودوا على ذلك وأصبح النفاق جزاءاً من طباعهم.ويظهر النفاق الإداري في المجال الرياضي بصورة صاخبة لدى المدربين أو الإداريين الراغبين تولى مناصب التدريب أو الإدارة في الأندية أو المنتخبات القومية فيظهرون بالقول أو الفعل خلاف ما يبطنون تجاه مجالس الإدارات أصحاب القرار في التعيين والاختيار وبمجرد انتخاب أو تعيين مجلس إدارة جديد لا يتوقف رنين التليفون ولا تتوقف المراسلات والهدايا أحياناً إلى أعضاء مجالس الإدارات وينتهي كل ذلك بصدور قرار تعيين الجهاز الفني أو الإداري أو الطبي ولكن البعض لا يفقد الأمل بل يستمر في نفاقه أملاً في التغيير وربما يكون له دور في التغيير الجديد.ومن أسباب النفاق الإداري في المجال الرياضي: سوء الأخلاق و الحقد على الناجحين.و شخصية الرئيس.ومحاولة إخفاء التقصير والأخطاء. والقيادة الدكتاتوري

أ.د.جـمال محمد على – استاذ الادارة الرياضية – عميد كلية تربية رياضية اسيوط

Total Page Visits: 1107 - Today Page Visits: 1

Comments are disabled.