بتاريخ 8 يونيو 2021

الأداء البدني الرياضي يعتبر من أعقد الصفات البشرية المركبة وأول ما يمكن ملاحظته هو اختلاف الخصائص المورفولوجية بين أجسام الرياضيين في التخصصات الرياضية المختلفة من (مثل الطول وتركيب الجسم وغيرها) واختلافهم أيضا في مكونات اللياقة البدنية مثل التحمل Endurance والقوة Strength والقدرة Power وغيرها.

وقد تميز نهاية القرن العشرين بوجود طفرة معلوماتية بيولوجية والتي انعكست على تطور علم فسيولوجيا التدريب الرياضي خاصة في مجال إعداد رياضيي النخبة، حيث كشفت الدراسات الفسيولوجية على المستوى الخلوي وما تحت الخلوي والجزيئي Subcellular and Molecular  كثيرا من المعلومات التي سوف تحقق نقلة نوعية في مجال إعداد رياضيي النخبة نتيجة لفهم طبيعة العمليات الكيميائية والإنزيمات وعمليات التمثيل الغذائي، ولعل أكبر وأعظم هذه الاكتشافات هو التعرف على دور التعبير الجينيGene  Expression  في استجابة الرياضي للتدريب وكذلك دراسة تأثير الفروق الفردية الجينية في استجابتها وقابليتها للتدريب Trainability مما أنعكس بدوره على تطوير طرق إعداد رياضيي النخبة منذ بداية انتقاء الرياضي الموهوب حتى الوصول إلى القمة.

ويحفل التاريخ الإنساني بالتمايز بين البشر في النواحي الوراثية والبيولوجية، حيث شهدت بدايات القرن التاسع عشر في أمريكا ظهور ملاكمين سود وتوالى ظهور الرياضيين الزنوج المتفوقين، وقد ذهب بعض الباحثين إلى المقارنة الفيزيقية بين السود والبيض عندما تم الكشف عن مميزات السود البيولوجية والتي تتلخص في خصائص أجسامهم من حيث المواصفات الأنثروبومترية والوظيفية.

وهكذا ظلت دراسة أسباب الفروق الجينية والبيئية للتفوق الرياضي موضوعا هاما يجذب إليه اهتمام الباحثين على مستوى العالم، ولعل هذا المجال من الدراسات العلمية يفرض نفسه على الباحثين العرب لمحاولة فهم وتفسير الخصائص الوراثية والبيولوجية لرياضيي النخبة العرب التي تقف وراء تميزهم أو حتى عدم قدرتهم حتى الآن على تأكيد تحقيقهم للمستويات الرياضية العالمية بالرغم من الدعم السياسي والاقتصادي الذي تلقاه الرياضة العربية في هذا الجانب.

أ.د. هيثم داود – أستاذ فسيولوجيا الرياضة -جامعة حلوان

Total Page Visits: 1450 - Today Page Visits: 2

Comments are disabled.