بتاريخ 9 يونيو 2021

 اوجعت جائحه كورونا جميع قطاعات الحياة اليومية سواء من الجانب الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و الفني وايضا الرياضي … فهذه الجائحه لم تعرف صديق او قريب فهو مرض شفاف ( في الهواء ) لا يري او يسمع له شئ ولكن ضحاياه يشاهدون يوميا في وسائل الاعلام المختلفه سواء بالمستشفيات او بالمقابر او بالشوارع كما حدث بالهند مؤخرا … واذا ما ركزنا على قطاعنا الرياضي فسنجد بأن هذا القطاع خسر الكثير الكثير من انشطته خصوصا في مجال السياحة الرياضية في شكلها الدولي وهي وليد القرنين العشرين والحادي والعشرين … فحجم وقت الفراغ اليومي او من خلال الاجازات المستحقه لهم عن طريق المهن التي يزاولونها حفزتهم بأن يزاولون هذه الانشطه في مواقع و أماكن و بأساليب مختلفه كنوع من السياحه الخارجية بعيدا عن مساكنهم … حتي لو كانت هذه السياحه تأخذهم لحضور مباراة قوية خارج بلدة مثل حضور مباراة ريال مدريد مع برشلونه في اسبانيا ( بمدريد او برشلونه ) كمتفرج يرغب في حضور و مشاهدة حدث رياضي فريد لا يتكرر باستمرار  .

     فهذا التزاوج بين السياحه و الرياضه ” تجمد ” بسبب كورونا و بدأت الاندية و الاتحادات الرياضية و اللجنه الاولمبية يخسرون الكثير من مداخيلهم المالية من الحضور الجماهيري … فمنذ مايو 2020 تلعب اهم الانشطة الرياضية في اوروبا من غير حضور جماهيري … فقد استعاض عنهم بصور الجماهير تلصق علي كراسي المدرجات مقابل قيمة مالية رمزية و تشغيل سماعات صوتية لهتافات الجماهير وقت تسجيل هدف …الخ . وضع تمثيلي لكي يعيش اللاعبون بجو المباريات الحقيقية سابقا … فقد ادى حرمان الجماهير من حضور المباريات خلل في منظومة السياحه الرياضيه حيث تعود الكثير من محبي كرة القدم بالسفر لحضور مثل هذه الاحداث الرياضية و التي كانت هي المحرك الاساسي للسياحه الرياضية سواء بتذاكر السفر و الاقامة و التسويق . و للاسف الي الان تعاني السياحه الرياضية هذا الامر علي صعيد المسابقات الرياضية الكبيرة القادمه مثل : كأس العالم بقطر و كأس اسيا بالصين و كأس اوروبا و كأس العرب حيث هناك غموض في وضع الجماهير و يكفي ان اللجنه المنظمه لدورة الالعاب الاولمبية بطوكيو في 27 يوليو القادم اتخذت قرار بعدم السماح للجماهير من خارج اليابان الحضور لمشاهدة فعاليات الدورة و اكتفت بالجمهور الياباني ( فقط ) بناء علي كل مسابقة و موقع اقامتها ومدي توافر عوامل الامن و السلامه لحضورهم … فبذلك فقدت او خسرت اليابان مصادر دخل للسياحه و مصادر دخل للرياضه بسبب كوفيد 19 رغم وجود امصال او لقاح كورونا …؟ فكيف سيكون وضع السياحه الرياضية القادمه فحسب ما تم ذكره و تأكيده بأنه سيسمح لنسبة 40% من سعة الاستادات الرياضية بكرة القدم لاستقبال الجماهير عند بدء موسم الكرة الانكليزية في الاسبوع الاول من اغسطس 2021 وهذا بالطبع سيؤثر علي الحضور الجماهيري لهذه المباريات من خارج انكلترا كسائح رياضي يتابع بشغف الفريق الذي يشجعه . ناهيك عن ان اغلب الانشطه الرياضيه في المنتجعات الفندقية تعاني من نفس الامر وهو عدم استطاعتهم استقبال اعداد كبيرة في المنتجع بسبب كورونا ( الغردقة , شرم الشيخ , المنتجعات الجليدية , تسلق الجبال , الشراع …. الخ ) وضع غير متوقع و هو اصعب من وضع ان يكون هناك حرب عسكرية ؟ فنحن نحارب الهواء الطلق من غير ان نري العدو … فهل سنستفيد من هذه الخبرة الصحية مستقبلا في حماية بزنس ” السياحه الرياضية ” ؟

أ.د. خليفه طالب بهبهاني – استاذ الادارة و الترويح الرياضي / دولة الكويت

Total Page Visits: 1325 - Today Page Visits: 1

Comments are disabled.