بتاريخ 7 يونيو 2021
لازالت كرة القدم تحتل المركز الأول على مستوى العالم من حيث عدد الممارسين، والمشاهدين، والمشاركين. وتحمل أهميتها ومركزها من خلال الأموال ذات الأرقام العالية التي يتم دفعها في التسويق والاستثمار. ومنذ وقت قريب جداً أصبحت تمارس من قبل لاعبين ومدربين وإدارات محترفة. وتعتمد في الوقت الحاضر بعض الدول المتقدمة علي هذه اللعبة لتحريك الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبعها يحاول أن يرسل رسائل مختلفة عن طريق المدرجات أو الوسائل الإعلامية.
وبما أن هذه اللعبة أصبحت تثير العديد من المشاكل بناءً على النتائج التي يتدخل فيها العنصر البشري مثل التحكيم. كان ولابد من تدخل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم International Football Association Board (IFAB). ليبحث عن طرق متعددة للحد من الأخطاء المتكررة، والتي تجعل من الممارسين، والمشاهدين، وكذلك المستثمرين بوضع ثقتهم المتناهية في هذه اللعبة، وذلك عن طريق العديد من وسائل التقنية التي تتداخل في القرارات التحكيمية حتى تكون أكثر دقة وموضوعية.
وكما تشير التشريعات الرياضية الدولية بأن لجنة الحكام وبناءً على المادة رقم 46 تقوم بتفسير وتطبيق قوانين اللعبة وتقترح تعديلات لقوانين اللعبة الى اللجنة التنفيذية فقد تدخلت التقنية بوسائل متعددة وهي :
- تقنية خط المرمى –GLT. حيث استعانت بأنظمة تقنية خط المرمى للتأكد من صحة احراز الهدف وذلك لدعم قرار الحكم.
- أجهزة الاتصال والتواصل بين الحكم حتى يتم الاتفاق بين الحكام على صحة القرار ودقته في نفس الوقت.
- الراية الذكية (راية الحكام المساعدين التي تحتوي على تقنية مرتبطة بجهاز يضعه الحكم على ساعده يطلق إنذار على شكل هزاز ليتنبه الحكم لراية المساعد)
وتدرجت هذه الوسائل حتى ظهرت تقنية بروتوكول حكم الفيديو المساعد VAR التي صُمّمت في أوائل عام 2010 تحت إشرافِ الاتحاد الملكي الهولندي لكرة القدم، واختُبرت لأوّل مرة – بشكلٍ غير رسميّ – خلال موسم 2012-2013 من الدوري الهولندي الممتاز. واستخدام حكام الفيديو المساعدين في مباريات كرة القدم يعتمد على عدد من المبادئ يجب ان تطبق جميعها في أي مباراة تستخدم حكام الفيديو المساعدين.
وهذه المبادئ كما نص عليها قانون كرة القدم /
أ. هدف / ليس هدف.
ب. ركلة جزاء/ليس ركلة جزاء.
جـ. البطاقة الحمراء المباشرة (وليس البطاقة الصفراء الثانية /الإنذار)
د. الهوية الخاطئة (عندما ينذر أو يطرد الحكم اللاعب الخطأ من الفريق المخالف).
وبعد تجربة واسعة النطاق في عدد من المسابقات الكُرويّة الكبرى؛ أُضيفت تقنيّة VAR رسميًا إلى قوانين لعبة كرة القدم من قِبل مجلس الاتحاد الدولي في عام 2018. وعلى الرغمِ من إقرارها بشكلٍ رسميّ إلّا أنّ التقنية تعتمدُ على فلسفة «التداخل الأدنى مُقابل الفائدة القصوى» في إشارةٍ إلى أنها تتدخل في الحالات الضروريّة فقط لضمانِ العدالة.
وبشكلٍ عام؛ تسعى تقنية VAR إلى توفير وسيلة «لتصحيح الأخطاء التحكيميّة الواضحة» و«الحالات الضروريةّ التي تستوجبُ قرارًا دقيقًا.
وفي المملكة العربية السعودية أكثر من دوري للمحترفين وأهم هذه الدوريات (دوري كأس سيدي الأمير محمد بن سلمان للمحترفين) يشارك فيه عدد 16 نادي سعودي. واستخدم في هذا الدوري بروتوكول حكم الفيديو المساعد VAR والذي يتوافق قدر الإمكان مع مبادئ وفلسفة قانون كرة القدم.
ومن خلال المتابعة والمشاهدة والاحصائيات الموجودة في موقع رابطة دوري المحترفين فإن هذه التقنية مازالت لم تعالج أخطاء الحكام بشكل كبير والسبب في ذلك أن هذه التقنية تحتمل الصواب والخطأ. وهذا يوضح لنا أهمية وجود معايير واضحة لاختيار حكّام غرفة (VAR). الذين لهم دور بارز في ذلك.
ومن خلال بحث أعمل فيه لنيل درجة الدكتوراة في الإدارة الرياضية بجامعة حلوان من خلال كلية التربية الرياضية والتي أعتز وافتخر كوني أحد طلابها. أرغب بدراسة أهم حالات (VAR) التحكيمية التي أثرت على نتائج المباريات وتغيير نتائجها ثم أقوم بإعداد توصيات لإضافة مبادئ جديدة على (VAR) مستقبلاً في مباريات كرة القدم خاصة على المستوى المحلي في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. لضمان الحد من الأخطاء والحد من المشكلات المتعلقة بهذه التقنية مستقبلاً,
ويهدف البحث إلي دارسة بروتوكول حكم الفيديو المساعد VAR على إدارة مباريات كرة القدم من خلال التعرف علي:
- المشكلات التي تواجه بروتوكول حكم الفيديو المساعد VAR
- تطوير أداء بروتوكول حكم الفيديو المساعد VAR. في إطار لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)
- إضافة مبادئ أخرى مستحدثة تسمح بالتدخل في بروتوكول حكم الفيديو المساعد VAR .
وبذلك آمل أن احقق جزء بسيط من رؤية وطني من خلال المجال الرياضي في كرة القدم لتطوير وتعزيز هذه التقينة الجميلة. والله ولي التوفيق .
ا. عزيز الشريف – مدير الاحتراف بنادي جده السعودي